aitou28.jpg

Home | Links
Fire
حريـق أيطـو يوقـع سبـع إصابـات ويلامـس المنـازل

ما تزال بلدة ايطو تعيش حالا من القلق خوفاً من امتداد النيران الى منازلها مع مرور ثلاثة أيام على اندلاع النيران فيها من دون أن تنفع الجهود المبذولة لإخمادها أو حتى بتطويقها. وأمس عاودت المروحيات التابعة للجيش اللبناني والطوافة القبرصية عملها منذ الصباح الباكر ونفذت طلعات عدة لإطفاء الحرائق في المناطق التي تعجز سيارات الدفاع المدني عن الوصول إليها.

وكانت عملية إخماد النيران قد توقفت عند الساعة الخامسة من مساء أمس الاول نتجية الضباب الكثيف الذي لف المنطقة اذ ما ان يتم القضاء على بقعة حتى تشتعل أخرى لتصل أمس إلى حرج سرعل المتصل بحرج ايطو مهددة قرية دنيت التاريخية حيث كنيستا مار نهرا ومار شليطا الأثريتان. التطور الدراماتيكي هذا جعل الأهالي يقومون بما في وسعهم للحؤول دون القضاء على ثروتهم الحرجية، يتخوفون من ان تمتد النيران الى ثروتهم الاثرية أو الى منازلهم، لا سيما أنها لامست المنزل الواقع على «كوع الصليب» على طريق عام زغرتا ـ إهدن، غير أن الجهود التي بذلتها عناصر الدفاع المدني بالتعاون مع الجيش اللبناني أدت إلى تطويق النيران في محيط المنزل ومنعها من الوصول اليه.
ومع اليوم الثالث للحريق، بات نحو أربعة ملايين متر مربع من الأحراج رماداً، بينها مليونا متر مربع في ايطو وحدها. يقول مختار البلدة ريمون علوان «ان ثلث البلدة بات رماداً وان كارثة بيئية حلت بالمنطقة» لافتاً إلى أن الخوف هو من عدم التمكن من الوصول الى قلب الحرج اذا اندلعت النيران مجدداً خلال الليل لان الطوافات لا يمكنها أن تعمل ليلاً وكذلك آليات الدفاع المدني لا يمكنها الوصول، مشيراً إلى أن تيار المردة والأهالي استقدموا جرافات لشق طرقات داخل الحرج للمساعدة في إخماد الحريق بعد ان عملوا طوال الليل بالرفوش والمعاول لتطويق النيران في منطقة دير مار سمعان الاثري بعد طلب راهبات الدير النجدة بفعل وصول الحريق الى تخوم الدير.
وأضاف المختار عـــلوان ان هــناك جهــوداً مكثفة بذلت من عناصر الدفاع المدني إلا أن تجهــيزاتهم بدائية اذ لا يملكون كمامات ولا حتى مناشير للحــطب في حال اضطروا الى قطع الاشجار لعــزل بعـــض المناطق عن النيران لافتاً الى ان شباب البلدة أمضـــوا اللـــيل في السهر عنـــد أطراف الحرج لمنع النيران من الوصول الى المنازل.
وأشارت رئيسة دير مار سمعان الاخت اغات طنوس الى ان الراهبات استيقظن مذعورات عند منتصف الليل بفعل وصول الحريق الى الطريق الوحيدة المؤدية الى الدير وانها طلبت النجدة من الاهالي للمسارعة في إخماد النيران كون الطوافات لا تعمل ليلاً، وكون فرق الدفاع المدني غادرت لأخذ استراحة بعد ثلاثة أيام من العمل الشاق. وتمنت الأخت طنوس على المعنيين إرسال المزيد من التجهيزات لمنع النيران من الوصول الى قرية دنيت التاريخية.
وتفقد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المكان لأكثر من مرة وأوعز الى اللجان المختصة في التيار للمساعدة وتقديم التسهيلات متمنياً على رؤساء البلديات في الأحراج المحروقة عدم إعطاء أي رخص لقطع الاشجار اليابسة، لا سيــــما اذا تبين أن الحريق مفتعل كي لا يتطاول كل من تسوله نفسه الاتجار بالفحم أو الحطب التطاول على الثروة الحرجية.
وتمنت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض أن لا تكون الحرائق مفتعلة وطالبت بإجراء تحقيق جدي داعية الى التركيز على إطفاء الحريق قبل أن يهدد القرى والبلدات ما يتسبب بكارثة إنسانية بالإضافة إلى الكارثة الحرجية.
أولاد بلدة ايطو شاركوا رجالها في حمل المعاول والرفوش في عملية إطفاء بدائية كون النيران اندلعت بشكل مفاجئ منتصـــف ليل امس حسب ابنة البلدة تريز بشارة. وأشارت بشــارة إلى أن الأهالي اطمأنوا إلى إخماد الحريق مساء أمس ليستـــيقظوا عند منتصف الليل بهلع كــــون النيران عــــادت لتلامس المنازل فهبوا للمساعدة، وعملوا على حـــصر النيران داخل الحرج بانتظــار وصول مروحيات الاطفـــاء التي استمرت في طلعاتها حتى ساعات متأخرة دون ان تتمكن من السيطرة على النيران بالكامل.
سبع إصابات هي الحصيلة غير النهائية لحريق أحراج قضاء زغرتا، بينها أربع في صفوف الدفاع المدني وإصابتان بين عناصر الجيش اللبناني وحالة اختناق لمدني. ويتخوف الأهالي من امتداد النيران الى أحراج بلدة سرعل رغم المحاولات التي تبذلها عناصر الدفاع المدني والمروحيات العسكرية ووحدات من قـــوى الامن الداخلي والجــيش اللبناني والصليب الاحمر اللبناني والاهالي للسيطرة عليها.

Copyright ©2005-07 Aitou. All rights reserved.